الشيخ محمود علي البنا
بقلــم / سلــوى عبد الستــار الشـــامي
كان وظل من أشهر قراء القرآن الكريم؛ ولد في قرية” شبرا باص” مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ف يوم ١٧ ديسمبر لعام ١٩٢٦ ، ألحقه والده بكتاب قريته وهو في سن الخامسة لكي يتعلم القرآن الكريم , وأتم البنا حفظ القرآن كاملاً في عمر عشر سنوات ، ثم التحق بمعهد المنشاوي في مدينة طنطا عام ؛١٩٣٧ ليتعلم علوم القرآن، كما اشتهر بتميز الأداء وعذوبة الصوت وجمال المظهر .
واستمرت دراسة البنا بالمعهد ست سنوات، وفي آخر سنة قال له الشيخ حسين والشيخ محرز رحمهما الله: اذهب إلى المعهد الأحمدي بطنطا وتعلم القراءات ، وذهب البنا إلى المعهد الأحمدي وتلقى القراءات على يد الإمام/ إبراهيم بن سلام المالكي .
ولما حضر إلى القاهرة عام ١٩٤٥ بدأ صيته ، واختير قارئاً لجمعية الشبان المسلمين عام ١٩٤٧ ، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية ، وفي عام ١٩٤٨ سمعه على ماهر باشا والأمير عبد الكريم الخطابي ، فطلبا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية وقرأ على الهواء سورة هود ، وصار أشهر أعلام القراء في مصر .
ونظراً لبصمته الواضحة ووعيه الكامل بعلوم التجويد والمقامات اللذين يميزان صوته بين كثر؛ فقد اختير البنا ليكون قارئاً لأشهر المساجد في مصر ، فقرأ يوم الجمعة ولمدة خمس سنوات في الخمسينات في مسجد الملك فاروق بالقاهرة ، وبعدها نتقل قارئاً بمسجد الإمام أحمد الرفاعي لمدة خمس سنوات ، ثم اختير لأن يكون قارئاً بمسجد السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا ، وبعد وفاة الشيخ الحصري انتقل البنا إلى القاهرة مرة ثانية ليكون قارئاً بمسجد الإمام الحسين .
ومن بين المساجد التي قرأ القرآن فيها المسجد الأموي في سوريا ، والمسجد الأقصى في فلسطين ، ومن الجانب الآخر لقد كلفت وزارة الأوقاف البنا لإحياء ليالي رمضان من المملكة العربية السعودية ، وكذلك قرأ القرآن أمام قبر الرسول صل الله عليه وسلم .
وفاز عن أدائه الفريد من نوعه ، بالكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير في مصر وكذلك في دول عربية وإسلامية .
وفي العشرين من شهر يوليو لعام ١٩٨٥ ، رحل سفير القرآن الشيخ محمود علي البنا عن عمر ناهز ٥٩ ، ودفن بمقبرته بقرية شبرا باص .
