بينى وبينك

بينى وبينك

ولاء صبرى الدسوقى

وكيف أنبئك أيها القاريء العزيز…أن الحياة جميلة…بل رائعة الجمال…وأن روعتها تكمن فى أنها سريعة المضي..ولا شيء يدوم…فابتهج دوماً..حتى وأنت فى عز الأزمات وأحلك الأوقات..

ابتهج… بتصاريف الأقدار…وأطلق زمامك لها في أتم تسليم…ما عسى أن يصيبك سوى قضاء الحكيم الخبير؟!…

إنني لا أكتب إليك تحت تأثير انفعال …فلست شديدة السرور…وأرتدى نظارة…تحجب عني الرؤية…

ولست كذلك…مغتمة لشيء ..فلقد تركت الزمام للمقادير…لكنى أسر إليك بهذا الحديث…وأنا فى حالة حيادٍ تام…فلقد خبرت الهموم…وأذاقتنى الحياة كثيراً من ٱلامها…

لكننى أيضاً…قد سررت في بعض الأحايين..ما قدر لي السرور..ورأيت الوقت فى كلٍ يمر…فعلمتنى الأيام…ألا أبالغ في الابتهاج…وألا أكثر من التشكى والرثاء…

فالحياة…تبدل الأدوار سريعاً…ولكى أصدقك القول…فإن أسعد اللحظات فى هذه الحياة…هى التى نقترب فيها كثيراً من الإنسان فى داخلنا…حين نرسم بسمة على وجوه الٱخرين…أو نزرع زهرة فى أرض جرداء…حين نعطى..ولا ننتظر… شيئاً..

حين نسلك دروب الإحسان فى كل شيء…حتى ننظر للماضى فى رضا..وننظر فى داخلنا فى ارتياح…حسبك أنك كنت … حقيقياً….وسط كل هذا الزيف…افرح يا صديقي بوجهك الواحد….
واحمد الله أن ليس لك…وجوه كثيرة…ابتهج بصدقك…فى عالم يعج بالكذب…وافرح بعثراتك…لأنها كانت محاولاتك للتغيير…احمد الله فى كل حين…وسله جميل الأثر.. وطيب الذكر…حين تؤذن شمسك بالمغيب.

بينى وبينك
بينى وبينك