شيرين أبو عاقلة… أيقونة الصحافة الفلسطينية

 

بقلم الكاتبة سلوى عبد الستار الشامي

تستمد شيرين أبو عاقلة أهميتها في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني من تجسيدها الحي لوطنية الفتاة الفلسطينية وتأجج حماسها الوطني وحبها لفلسطين، وبأنها أيقونة من أيقونات الصحافة الفلسطينية التي أظهرت بشاعة جرائم الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين.ولدت شيرين أبو عاقلة في ٣ يناير ١٩٧١م ، في القدس لأسرة مسيحية تعود جذورها إلى مدينة بيت لحم ، درست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن ، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام _ فرعي العلوم السياسية ، وفي عام ١٩٩١ حصلت شيرين أبو عاقلة على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن .
وعادت شيرين أبو عاقلة بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل ” وكالة الأونروا ، وإذاعة صوت فلسطين ، وقناة عمان الفضائية ، ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونت كارلو” ،
وفي عام ١٩٩٧ م انتقلت أبو عاقلة للعمل مع قناة الجزيرة الفضائية.
إن شهرتها كأيقونة الصحافة الفلسطينية تنبثق من دورها النضالي خصوصاً دفاعها عن القضية الفلسطينية ففي عام ٢٠٠٠ قامت بتغطية أحداث الإنتفاضة الفلسطينية ، وكذلك الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكوم عام ٢٠٠٢ ، والغازات والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تعرض لها قطاع غزة .
تعد فارسة الإعلام شيرين أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام ٢٠٠٥ حيث قامت بإجراء مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.
ومن أبرز تقاريرها خلال مسيرتها العطرة ( ” أطفال فلسطينيون وتجارب مع الإحتلال الصهيوني” – ” إرتفاع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في القدس ” – ” نشاط المنظمات الصهيونية في القدس المحتلة ” ) .
ومن أشهر مقولات حمامة القدس شيرين أبو عاقلة ” ليس سهلاً أن أغير الواقع لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم ” ، فلقد كانت حريصة على نقل صوت الحقيقة وتوثيق جرائم الإحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية .
حياتها لم تطل لتكمل رسالتها ، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم ١١ مايو ٢٠٢٢ عن إصابة شيرين أبو عاقلة بعيار ناري بالرأس خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين وتم استشهادها في قسم الطوارئ بالمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين .
وقد تم نقل جثمانها إلى كنيسة دير اللاتين بجنين للصلاة عليها ثم نقل جثمانها إلى مقر مكتب الجزيرة في مدينة رام الله ثم إلي مستشفي الاستشاري العربي ،وفي يوم ١٢ مايو ٢٠٢٢ تم تشييع عروسة فلسطين شيرين أبو عاقلة من مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة .
انطفأت شعلة الصحافة الفلسطينينة ، لكنها سلمت الراية لكل من يحمل هم القضية الفلسطينية ، ولا شك أن مسيرتها واسهاماتها ستظل علامة مضيئة للمرأة الفلسطينية و رصيدا وطنياً في الساحة الفلسطينية خاصة والعربية عامة.
رحلت ملكة الكلمة وصوت الحقيقة لكن الرصاصة لا تقتل القضية سيأتي من بعدها مليون شيرين ومليون شهيد لك النصر يا فلسطين ، وشلت أيادي الخسة و الندالة .