لم أذهب لمصفف الشعر هذه المرة وأطلت النظر فى المرٱة..شيء ما طرأ على..لا أدرى كنهه.
ولكنه يزحف ببطء…ويسرى فى أوصالى…فيجعلنى أشعر بأن ثمة أشياء فى داخلى يعتريها الذبول…
لم تعد قدماى تنهضان بواجبهما كما كانا…بهما بعض الألم…
ووجهى…لا أدرى.. من خط عليه كل تلك الخطوط؟؟..رغم عنايتى الفائقة به..وعزوفى عن العبوس..
حتى صوتى..
لا أدرى ما أصابه..
ماله ؟؟
قد تهدج..وصار أهدأ..
لربما أصابنى بعض الزكام..رغم سطوع شمس ٱب….
وشعرى..الذى بدا دوماً كليلٍ أسود طويل..
ما هذا اللون الذى يزاحمه..كالفجر الذى ينسج خيوطه..في أستار الظلام…
وصفى الدر فى فمى..يتسابقان إلى السقوط..ماذا دهاني؟؟
ماذا؟!!!
لا لا..
أمعقول؟؟!
أأدركت الخريف؟؟!!
وبلغت اللحظة التى تنفرط فيها حبات العمر؟!!
(ثمة أنين)
لا يا عزيزتى..لا لا..انفضى تلك الخواطر السادرة عن رأسك
فمرٱتك تكذب ولا ريب..اذهبى لمصفف الشعر..وسيعود الفجر أدراجه..وصادقى الطب..واطلبي الدوا..فلا زال الشيب بعيدا..وفى القلب بعض المنى
ولكن..
لكن ماذا؟
تلك السنون..
مالها؟؟
فى ازدياد…
ليتها كانت عدداً فحسب..ولكنها ..ولكنها تشعرنى أنى أصعد منحنىً هابط ..يشدنى إلى ضعف ما عهدته..واستسلام ما ألفته..
أشياء كثيرة تتبدل في داخلى..دون ثمة مقاومة..
إنها ولا ريب سنة الحياة..قد سرت علىّ وأدركنى المشيب..فانهزمت الروح قبل الجسد ..
أين منى أحلام الشباب؟؟ …والغد المشرق وسائر المنى؟؟
.. وأحاديث الحرية..وقوة العزيمة.. وتغيير وجه الدنيا؟؟
(بعض الذهول)
كل شيء قد مضى…حتى الذكريات..هبت عليها رياح النسيان
ورفاق العمر!
أين مضوا؟!
قد زارهم ذاك الغريب..ثم مضوا..بذات الطريق..ولم يعد ثمة أثر.. وأنا وحدى ..أحادث المرٱة وأنظر ٱثار الزمن
لم أعد ٱبه لقادم..ولا ٱسف على ماضٍ…فلا شيء يستحق الانفعال..قد زهدت الدوران..ولا أرغب سوى أن تمر سفينتى بسلام..
****ا****
صدقت المرٱة
ولاء صبرى الدسوقى