صرخة الأطفال في غزة في يوم العالمي للطفولة هل يُنتَب لها العالم؟
بقلم / محمد فوزي
في اليوم العالمي للطفولة، نستعرض الواقع الصعب الذي يعيشه أطفال قطاع غزة، الذين يعانون من تداول الحياة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المتكرر. يشكل هذا العدوان لاحتلال غزة تهديدًا مستمرًا لحياة الأطفال، مما يترك آثارًا خطيرة على صحتهم وحياتهم اليومية.
تتجلى المأساة في أرقام صادمة لعدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم جراء هذا العدوان، حيث يكونون ضحية للظروف القاسية والقصف العنيف. الأطفال يتأثرون أيضًا بشدة بمشاهد الدمار والمأساة من حولهم، مما يترك أثرًا عميقًا على حالتهم النفسية والعقلية.
ما يزيد من الألم هو ما يتبع العدوان، حيث يظهر تأثيره على الأطفال في مرحلة ما بعد الحرب. تتضح المشكلات النفسية والعقلية التي يعاني منها الأطفال، فقد يعانون من اضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب نتيجة للصدمة النفسية التي عاشوها خلال العدوان.
في هذا السياق، يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بفعالية للتصدي لهذه الأزمة الإنسانية، وضمان توفير الدعم اللازم لإعادة بناء حياة الأطفال في غزة. يجب أيضًا التركيز على توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم، للتخفيف من حدة الصدمة التي عاشوها وتعزيز استقرارهم النفسي.
صمود الأطفال في وجه العدوان ودور مصر الإنساني
في ظل العدوان الإسرائيلي الذي يستمر في قطاع غزة، يزداد وضع الأطفال تعقيدًا مع ضرب المدارس والمستشفيات، مما يفاقم المأساة الإنسانية. يتم استهداف هذه المؤسسات الحيوية، التي تشكل ملاذًا آمنًا للأطفال، بطريقة تجسد انتهاكات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف.
تكون المدارس والمستشفيات هدفًا مباشرًا للقصف، مما يؤدي إلى خسارة حيوية في البنية التحتية وتأثير كبير على التعليم والرعاية الصحية. يعيش الأطفال في ظل هذه الهجمات في حالة من الرعب والقلق، حيث يتساءلون عن مصيرهم ومستقبلهم.
إلى جانب ذلك، تلعب مصر دورًا مهمًا في رعاية الأطفال الفلسطينيين الذين يتم استقبالهم عبر معبر رفح البري. تقدم مصر الدعم الإنساني للأطفال النازحين، من خلال توفير الرعاية الطبية والتعليم، مما يسهم في تخفيف معاناتهم وإعادة بناء أملهم في حياة أفضل.
الجهود الرامية لحماية الأطفال في غزة لا تقتصر على المساعدات الإنسانية فقط، بل يجب أن تتضمن جهودًا دولية للضغط على الجهات المسؤولة للتوقف عن استهداف المؤسسات الحيوية والالتزام بحقوق الإنسان. يتعين على المجتمع الدولي الوقوف بجانب الأطفال في غزة وضمان تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
في وسط هذه المأساة الإنسانية في غزة، يطرح نفسه سؤال قاسٍ: هل يعبر تركيز العدوان الإسرائيلي على استهداف الأطفال بشكل أكبر عن محاولة لتحقيق إبادة وتركيز علي الأطفال؟
تبدو الأرقام واضحة، حيث يظهر أن نسبة الأطفال الذين أصيبوا أو فقدوا حياتهم تفوق بشكل مؤلم نسبة البالغين. هل يتم اختيار الأطفال كهدف بفعل عجزهم عن الدفاع بشكل فعّال أو ببساطة لأنهم يمثلون مستقبلًا وطنيًا يحاول العدو تشويهه وتقويضه؟
هذا الاستهداف الواضح للأطفال يتساءل عن أخلاقية الأفعال التي تستهدف الطبقة الأكثر ضعفًا وعدم القدرة على الدفاع. هل يمكن أن يكون هذا إبادة غير معلنة أو محاولة لتركيز الآثار الطويلة الأمد على الجيل الصاعد؟
إذا كانت الحروب تُقاس بالأضرار البشرية، فإن استهداف الأطفال يثير تساؤلات حول الأهداف الإستراتيجية والأخلاق الإنسانية. هل يمكن للمجتمع الدولي الوقوف مكتوف الأيدي أمام هذا الواقع المروع والتصدي لمثل هذه الممارسات القاسية؟
مجلة نجوم مصر
في الختام، يجب على العالم أن يتضامن مع أطفال غزة في يوم الطفل العالمي، ليس فقط بالتعبير عن التضامن ولكن أيضًا باتخاذ إجراءات فعّالة لحمايتهم وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية.
يجب أن نتذكر دائمًا أن الأطفال في غزة هم ضحايا الظروف السياسية الصعبة، وأن حقوقهم يجب أن تحمى وتحترم، خاصة في هذا اليوم العالمي للطفولة الذي يجب أن يكون مناسبة للتأكيد على الحاجة إلى حياة آمنة وصحية للأطفال في جميع أنحاء العالم.
