محمد هاني يكتب .. “عندما تغضب الأرض !! لتتنفس” .. فيكون الوباء منحة لا محنة

بقلم الإعلامي/ محمد هاني

قد يكون عنوان المقال صادم للبعض, وقد يكون رسالة لآخرين, لا شك أن ما يمر به العالم تلك الأيام بلاء عظيم, كابوس لم يخطرعلى بال أحد, تخيل عزيزي القارئ, بين ليلة وضحاها تحول العالم أجمع إلى بؤرة لوباء لم يتوقعه البشر, وقف العالم أجمع عاجزاً أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة, وباء إنتشر كإنتشار النار في الهشيم, فاعلى مدار سنوات كثيرة لم تهدأ الأرض ولم تسلم من شرور البشر,حروب وقتل ونزاعات, ظناًً منهم أنهم ملوك الأرض, الكل أراد إستعراض قوتة, بعد ماوصلوا له من تقدم علمي وتكنولوجي وبيولوجي, وأصبح لديهم القدرة في التحكم في كل شيء, وإختراع كل شيء, ومجابهة أي خطر. مهما كانت قوتة.

تحكموا وتملكوا .!! فأفسدوا وخربوا.

وبين خائف وحالم .. تكون البداية.

الحقيقة لن تكون نهاية للعالم ولا إقتراب يوم القيامة,ولكن الأرض أعلنت عن غضبها مما يحدث عليها, تنفست الأرض..!! تنفست..!! فا إنهزم الجميع.

 نطقت الأرض بكل اللغات, أين أنتم يا أهل الأرض, يامن ظننتم أنكم ملكتونني, يامن ظننتم أنكم ملكتم ملك ليس بملككم, تنازعتم على ملك لا تملكون منه سوى الحياة.

أرسلت الأرض أقوى رسالة لها على مر التاريخ بأمر ملك السماوات والأرض, الواحد القهار, صاحب الملك وحاكمه, من يقول للشئ كن فيكون. من كرم النفس وعظمها,وإستهان بها البعض وأهانها. حتى تجمعت كل الخصوم على قلب رجل واحد, ولكن تبقى كلمة الله هيا العليا .

  فلمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار .

عندما خلق الله الأرض وخلق العباد, خلقهم للعبادة والتعمير, خلقهم ونفخ فيهم من روحه الكريمة, ليكونوا كلمتة في الأرض, خلقهم وتباها بهم أمام ملائكتة, جعلهم مخيرين في كل أمور حياتهم, مابين الخير والشر.

ولكنهم إختاروا الشر, أصبحوا يتسارعون فيما بينهم ويستعرضون قوتهم, قوتهم التى منحها لهم الله ليستخدموها في الخير, وتحقيق العدل.

كثر الفساد في البر والبحر مما كسبت أيدي الناس, فالقوي أفسد بقوته, والضعيف أفسد بسكوته وخضوعه .

فاغضب الله..!! غضب الله وأرسل جند من جنوده الضعفاء, ليرينا قوتنا الحقيقية, وحجمنا الحقيقي, ولتعيد الأرض فلترة نفسها, وترتيب أدوارها, بعدما إختلت موازين البشر, وحكم السفهاء الأرض.

وليشهد الجميع أن لاقوة إلا لله, ولا عدل إلا عنده, ولا مخرج إلا بيده, عجز علماء البشر بكل علمهم, وخبراتهم, وأموالهم, وباءت كل محاولاتهم بالفشل, الموت أصبح يلاحق الجميع, لايفرق بين غني وفقير, كبير ولاصغير, رئيس ولاغفير, ليوقن الجميع أن لا مال ولا سلطه, تنفع اليوم, لا مال ولا سلطة تقف أمام الله .

غربلت الأرض كل من عليها, وبين الموت والحياة مازال هناك إختيار,

فاليمت من أراد, وليحيى من يريد .

بعد ألاف السنين تنفست الأرض بحريه, وصمت الجميع ..!!  وقفوا عاجزين مكبلين الأيدي, لا حول لهم ولا قوة .

ولكن ..!!

مازال هناك بشر يعلم جيداً أن كل مانمر به هوه منحة من الله, وليس محنة, فالمحنة قد يمر بها البعض لتكون رسالة للإخرين, ولكن عندما يكون البلاء جماعي, فايصبح منحة, فمن أدركها..!! نجى, ومن لم يدركها هلك .

ويجب  علينا أن نعترف جميعاً أن تلك الأزمه لن تمر إلا بعد أن يدرك الجميع أنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا هو . فلن ينتهي الشر, ولن تنتهي الحياة ولا العالم كما يظن البعض, فاصراع الخير والشر باق لن ينتهي, لأنه مازل هناك بشر كثيره لم تنهي دورها في الحياة, منهم من إستفاق وتعلم الدرس, ومنهم من سيستفيق بمرور الوقت, ومنهم من سيستمر في شروره, وطغيانه,ظناً منه أنه تخطى الأزمة بقوتة, ليستمر النزاع على الأرض بين الخير والشر . وتعيد الأرض دورتها من جديد, بأدوار جديدة, وعقول جديدة, كافرصة أخرى لمن أراد إستكمال دوره في الحياة . وأخيراً .. سواء طالت تلك الأزمة أو قصرت, فلن يوجد سوى حقيقة واحدة واضحة كضوء الشمس. وهي أن العالم كله سيتغير, ويخضع الجميع للتغيير, من أراد منهم ومن أبى .