
الخصلة السابعة من الخصال التي خص بها شهر رمضان
أ.د. علي جمعة
الخصلة السابعة من الخصال التي خص بها شهر رمضان هي أن العمرة فيه أفضل من العمرة في أي وقت آخر، فقد روى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «العمرة في رمضان تعدل حجة» [رواه مسلم وابن خزيمة واللفظ له]. وفي رواية لمسلم كذلك «أو حجة معي».
العمرة : بضم العين وسكون الميم لغة : الزيارة , وقد اعتمر إذا أدى العمرة , وأعمره: أعانه على أدائها. وشرعا هي الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة بإحرام.
وبالعمرة في رمضان يتحصل المسلم على كفارتين، فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» [رواه أحمد وابن حبان]، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدهاكفارة لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة والشهر إلى الشهر يعني من شهر رمضان إلى شهر رمضان كفارة لما بينهما» [رواه أحمد والحاكم في المستدرك]، والعمرة مشروعة في كل وقت إلا أنها في رمضان يعظم أجرها، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولعل انتصارات الأمة الإسلامية من خصائص شهر رمضان التي لم ينص عليها الشرع الشريف صراحة، وإنما حصلت من الاستقراء، وذلك بسبب أن إجابة الدعاء فيه أرجى من أي وقت آخر.
فرمضان شهر الانتصارات عند المسلمين، انتصروا فيه على المشركين في غزوة بدر الكبرى في 17 من رمضان 2هـ، وانتصر المسلمون على المشركين كذلك في فتح مكة 20 رمضان سنة 8هـ.
كما انتصر المسلمون على الفرس في معركة البويب (يرموك فارس) في 14 رمضان سنة 14 هـ، وفتحوا أواسط المغرب في رمضان سنة 82 هـ، وفتحوا الأندلس وهزموا الفرنجة في 28 رمضان سنة 92 هـ، وفتحوا العمورية في 17 رمضان سنة 223 هـ، وانتصر المسلمون من الحمدانيين على البيزنطيين في رمضان سنة 362هـ، وانتصروا على الصليبيين بقيادة نور الدين زنكي في رمضان سنة 599 هـ، وهزموا التتار بقيادة قطز في 25 رمضان سنة 658 هـ، وفتح المسلمون بقيادة سليمان القانوني سلطان الدولة العثمانية بلجراد في 4 رمضان سنة 927 هـ.
وأخيراً انتصر المسلمون على اليهود الصهاينة في العاشر من رمضان سنة 1393 هـ انتصارًا أعز الله به هذه الأمة وأرجع للأمة شيئًا من كرامتها وعزتها التي كادت أن تنسى.
أ.د. علي جمعة

Share this content: