المرأة في حضارة مصر القديمة

المرأة في حضارة مصر القديمة
بقلم :د. رمضان العوامي باحث تاريخي
كان للمرأة في حضارة مصر القديمة شأن كبير ، ويطول الحديث عنه ، فقد كانت مبجلة من الجميع ، في تلك الحضارة العظيمة كانت منزلتها رفيعة جدا وتحظى بتبجيل واحترام الجميع ، لقد عرفوا تماما أهميتها في كل طبقات مجتمعهم ، لدرجة إنهم وضعوا أقسى العقوبات لمن يعترضها أو يتحرش بها، كما جاء في تعاليمهم العليا تحريم النظر الى زوجة الجار ، وتجريم الزنا ، أيضا لم يعرف عن هذه الحضارة انه كان هناك أوكار للرذيلة يتم فيها تدنيس كرامة المرأة ، أيضا لم تعرف تلك الحضارة سوقا لبيع النساء والتي اصطلح عليها صفة الجواري .
الام في الحضارة المصري القديمة
كانت المرأة المصرية مثالا للام الصالحة حيث كانت تشرف باهتمام علي تربية أولادها وتعليمهم لدرجة إنها كانت تلزم نفسها آن تقوم بتوصيلهم إلى دور تعليمهم وكانت تعد لهم طعامهم بنفسها ، وكانت زوجة صالحة مخلصة لزوجها بكل أمانة ، أيضا كانت تحب وطنها وتبذل كل ما في وسعها من اجله ، حين تتقلد فيه منصبا ، حتى إنها اعتلت عرش الملكية في عدة أحقاب ، وتمكنت من قيادة بلادها وحمايتها والنهوض بمجتمعها، أيضا قادت بشجاعة ونجاح فيالق الجيش للدفاع عن مصر مثلما فعلت زوجة الملك – أحمس – حين طرد – الرعاة الهكسوس – ، وكيف ضربت المرأة المصرية على مثل في عشق أرضها فوق كل عشق والمتمثل في الملكة – اياح حتب– زوجة الملك الشهيد – سقنن رع – وأم ابنيه والتي دفعت بهم واحدا تلو الآخر لتحرير البلاد من دنس الغرباء ، إن المرأة في حضارة مصر لها دور فاعل وارتبطت بها مناح الحياة كافه ، العملية منها والاجتماعية والروحية ايضا ، وتم تقديرها من قبل مجتمعها أعظم تقدير، من الزوج والابن ، انظر إلى تلك التعابير العذبة التي صاغها الملك – رمسيس الثاني – في حق زوجته وابلغها قوله إنها لم تخلق من اجل الحب … بل الحب خلق من اجلها ) وقوله هذه هي التي تشرق من اجلها الشمس ، وأيضا كيف شيد لها ذلك المقام الفخم بجانب صرحه في ابو سمبل.
ان الكلام عن منزلة المرأة في حضارة مصر يطول ويطول ، لقد كانت عنصر مهم في مجتمعها ، ولك ان تنظر انه قد شيدت لها المقابر الفخمة ، ونصبت لها التماثيل الفارهة ، ونقشت صورها علي الجدران حيث أظهرها الفنان جميلة المحيا ورشيقة البدن .
أيضا أظهر ذوقها الرفيع فيما ترتدي من لباس يكاد جماله يفوق لباس هذا العصر ، والاهم من ذلك كله آن ذلك الفنان كان يرسخ بشكل واضح ان المرأة المصرية هي السند الأول لزوجها ، حيث عبر عن ذلك في التماثيل المزدوجة حيث نشاهد بوضوح احتوائها بذراعها لخصر زوجها فيما يتخذ الزوج خطوة للأمام ، وفي ذلك معنى لا يخفى علي أحد ولا يحتاج شرح وتبيين .
وأود آن اختم القول بذكر ما تركه لنا الحكيم المصري الكبير ( بتاح حتب ) حيث جاء في وصيته لابنه والتي تكاد تغنينا عن الكلام حول منزلة المرأة في الحضارة المصرية القديمة ، بل تختزل الموضوع علي نحو مدهش… ولنركز بعمق علي كل كلمة فيها ،… يقول:
إذا كنت تملك المقدرة ، فأسس لنفسك بيتا ، اتخذ لنفسك زوجة ، تكون سيدة قلبك، اشبع جوفها ، واستر ظهرها ، وقدم لها العطور ، ادخل البهجة على قلبها مادمت حيا، فالزوجة هي الحقل المثمر لزوجها ، لا تشكوها في المحاكم ، ولا تستخدم معها القسوة والعنف ، ولا ترغمها علي البقاء في البيت بالقوة ، وأرفق بها حين تبكي.
كما جاء في بردية أخرى هذا التحذير المخيف :
احذر من آن تخطيء في حق سيدة البيت وإلا إصابتك اللعنة ، إن الرجل الفاضل هو الذي يحترم سيدة البيت ويُعلي من شانها .
المرأة في حضارة مصر القديمة

Share this content: