لماذا نرى السماء زرقاء؟

لماذا السماء زرقاء؟ وهل هي كذلك في الكواكب الأخرى؟ أم هناك اختلاف، وما سبب تلك الظاهرة الفلكية البديعة التي نرى فيها قدرة الخالق.

السماء من معجزات الخالق كيف رفعها الله دون أعمدة طبقًا لقانون الهندسة المعمارية، فهي بناء وسقف في الفضاء لا يمكن أن تسقط على الأرض،
وزينها الله بالكواكب وخلق فيها المجرات، لنشاهد باستمرار معجزات لا نهاية لها، منها الألوان المختلفة التي تتغير من وقت لآخر وجعل لكل ظاهرة سبب ليقف العلم حائرًا أمام تلك القدرة الآلية.

لماذا السماء زرقاء

كلما رأينا السماء يتبادر على أذهاننا آلاف الأسئلة عن ألوان السماء.

العديد من الناس يعتقد أن السماء زرقاء بسبب انعكاس أشعة الشمس فوق سطح البحر وعودته إلى السماء مرة أخرى فتبدو لنا زرقاء

لكن هناك الحدائق النائية عن البحار أو أي بقعة بعيدة تمامًا عن البحر كالصحراء نجدها تبدو زرقاء أيضا، إذًا لابد هناك من تفسير آخر.

خلق الله الإنسان يمتلك ثلاثة خلايا في العين، وهي ثلاثة أشكال مستقبلة للضوء والأشعة ومسئولة عن رؤية الألوان؛ حيث تستجيب بقوة للضوء أو أشعة الشمس مع الأطوال الموجية.

تلتقي هذه الخلايا الثلاثة مع عدد من الألوان المختلفة الطبيعية في الضوء القادم من السماء؛ فتُنتج تكوين جميع الألوان المتعددة التي نشاهدها وتعرف باسم ألوان الطيف.

هذه العملية نتيجة مصدر الضوء في مجموعتنا الشمسية، حيث نشاهد ضوء الشمس يبدو أبيض، ولكنه في الحقيقة يتكون من طيف من تلك الألوان المختلفة، بدايةً من الأحمر حتى البنفسجي.

مصر جايه

قانون رايلي

قانون رايلي يجيب على سؤال لماذا السماء زرقاء؟ يطلق عليه “تبعثر رايلي”

يكشف فيه رايلي عن تلك الظاهرة الفيزيائية، أثبت رايلي أن الأطوال الموجية الأطول التي تقابل النهاية الحمراء للطيف، ليست مبعثرة بقوة الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والبنفسجي، الذي هو عبارة عن تشتت أو تبعثر مرن للضوء أو الأشعة الكهرومغناطيسية التي نجمت عن تأثير جسيمات أقصر من الطول الموجي للضوء.

فضوء الشمس قبل أن يخترق الغلاف الجوي حتى يصل إلى الأرض يكن متعامدًا إلى أن يضرب الغلاف الجوي فينتشر بفعل جزيئات الغاز الدقيقة في الهواء، الذي يرتفع فيه النتروجين والأكسجين.

تفرق الضوء في الغلاف الجوي يعتمد على الطول الموجي للضوء وأيضا حجم المادة التي تُوزعه، وبذلك يسهل الإجابة على السؤال لماذا السماء زرقاء.

استفدنا من قانون رايلي أن الغلاف الجوي للأرض محاط به الكثير من الغازات مثل جزيئات النيتروجين التي امتصت اللون الأحمر والبنفسجي ثم عكست باقي الألوان.

رايلي اعتقد أن سبب الإنتشار والتشتت هو ذرات الغبار وبخار الماء، ولكن إذا افترضنا هذا الكلام صحيح لوجدنا لون السماء اختلف اعتماداً على نسبة الرطوبة والغبار.

هناك باحثون اعتقدوا أن جزيئات اليتروجين والأكسجين متوفرة بقوة في الغلاف الجوي حيث يتيح حدوث عملية التبعثر.

وكالة ناسا تفسر لماذا السماء زرقاء

أكدت وكالة “ناسا” أن موجات الضوء الأزرق تنتشر أو تتبعثر أكثر من الألوان الأخرى، لأنه ينتقل من خلال موجات قصيرة ومتناهية الصغر، فتبدو السماء زرقاء في معظم الوقت؛ ولأن العين أكثر حساسية للون الأزرق.

ويتألف ضوء الشمس من العديد من الألوان تبدو لونها أبيض عندما نراها معًا، أما عندما يضرب الغلاف الجوي يتبعثر الضوء أو ينحرف، فنشاهد ألوان مختلفة.

يتميز كل لون من ألوان الطيف أن له طول موجي معروف ومحدد؛ فنجد الضوء الأحمر أطول الأطوال الموجية؛ والضوء الأزرق والبنفسجي تتميز بأطوال موجية أقصر بكثير.

نكتشف بذلك أن الضوء يتفاعل بطرق متعددة مع العناصر المحيطة بالغلاف الجوي كالهواء الذي يغلب عليه النيتروجين والأكسجين التي يعبرها في طريقه إلى الأرض.

عندما يمُر ضوء الشمس مثلا من خلال مادة شفافة كالماء تنكسر موجاته؛ لأن سرعة الضوء تتغير كلما انتقل من وسط لآخر كالهواء أو الماء.

سبب رؤية السماء حمراء وقت الغروب

نشاهد السماء أثناء غروب الشمس تميل إلى الحُمرة
في صورة بديعة رائعة تُظهر بسحرها تجلي قدرة الله، وتلك الظاهرة تسمى بالشفق.

يعتبر الشفق هو الضوء الذي يبدو اتجاه الغرب أثناء الغروب بسب تبعثر ضوء الشمس في الطبقة العُليا من الغلاف الجوي ثم يختفي بعد فترة، ثم يأتي بعده الغسق.

يوجد نوعان من الشفق على الأرض هو الشفق الأحمر والشفق الأبيض و الأبيض هو الذي يظهر بعد اختفاء الشفق الأحمر.

تبدو السماء باللون الأحمر وقت غروب الشمس؛ لأن أشعة الشمس تسقط فوق الغلاف الجوي بزاوية مائلة
وقت الغروب فتعبر الأشعة الغلاف الجوي بمسافة أطول من وقت الظهيرة.

تقوم أشعة الشمس باعتراض الكميات من جزيئات النتروجين والأكسجين بالغلاف الجوي وجسيمات الغبار التي تحجبها وتبعثرها، فتُمتص قدر كبير من اللون الأزرق والبنفسجي، وتخترق باقي الأطوال الموجية الغلاف الجوي؛ فتنعكس عن الغيوم، والأتربة، والجزيئات الموجودة في الفضاء؛ لهذا السبب تتفرق وتنتشر في جميع الاتجاهات، فنرى السماء باللون الأحمر ودرجات متباينة من اللونين البرتقالي والأصفر.

لون السماء في الكواكب الأخرى

يخطر على ذهن العديد سؤال عن لون السماء في باقي الكواكب، يوجد هناك عدة نقاط:

إذا اقتربنا من الفضاء فسوف نرى السماء سوداء مُظلمة؛ لعدم وجود أي عنصر يعترضها لِيوزع أشعة الشمس كما وضحنا سابقًا.

وعلى خلاف كوكب الأرض فإن الغلاف الجوي لكوكب المريخ مليء بالغبار الدقيق، ويغلب عليه غاز ثاني أكسيد الكربون.

نرى هناك أن الجسيمات الدقيقة تُفرق الضوء بصورة مختلفة مقارنة بالغازات والجزيئات في الغلاف الجوي المُحيط بكوكب الأرض.

كشفت الصور التي التقطتها الطوافات والمسابر المرسلة من وكالة “ناسا” للمريخ، أن مشهد الغروب في كوكب المريخ هو عكس كوكب الأرض تمامًا،
وقت الظهيرة السماء تتلون باللون الأحمر أو البرتقالي، ولكن وقت غروب الشمس تنلون السماء بالون الرمادي المائل إلى اللون الأزرق.

السبب في تلك الظاهرة أن الغبار في الغلاف الجوي يمتص اللون الأزرق ويُسبغ السماء باللون الأحمر، وييشتت الضوء الأزرق في البقعة التي تحيط بالشمس، ولا يبدو اللون الأزرق بوضوح في سماء كوكب المريخ إلا وقت الشروق والغروب، عندما يخترق الضوء أكبر قدر ممكن من الغبار.

الإجابة على السؤال بكل بساطة لماذا السماء زرقاء
تكمن في أنه يرتكز على الأطوال الموجية للون الأزرق أنها قصيرة ومتشتتة أكثر عن باقي الألوان الأخرى، لذلك تبدو السماء زرقاء

نستنتج أن كل كوكب يختلف لون سمائه عن الآخر؛ وهذا يعود إلى العمليات الفيزيائية التي تتم بين الغلاف الجوي وجزيئاته ومُركباته وبين أشعة الشمس في كل كوكب، وسبب كل تلك الألوان ما هي إلا انعكاس وانكسار الضوء المرسل من الشمس أثناء عبورها الغلاف الجوي للأرض واصطدامها بعناصره من الهواء والغبار والغازات، حيث تتشتت.

تلك الظواهر الفلكية التي نشاهدها في الكون، ويقف العلم عاجزًا أمامها يدفع العلماء في حالة دراسة مستمرة للوقوف على إجابات مبنية على حقائق علمية؛ تثبت لهم أن هذا الكون خالقه إله عظيم.