صوم يوم عاشوراء
شارك المقال
صوم يوم عاشوراء، وإزالة إشكال استقر في ذهن العوام، كلنا يعلم السند الديني، والدليل التشريعي الذي كان على أساسه استحباب صوم يوم عاشوراء ،وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة تاركا مسقط رأسه مكة ،وحينما استقر به الأمر، ويتطلب استقرار الأمر الانشغال بتأسيس دولة الإسلام في المدينة ،وتثبيت دعائمها ،يتطلب ذلك سنينا وأعواما.
بعد استقرار الأمور وثباتها ،واطمئنانه صلى الله عليه وسلم على تثبيت دعائم الدولة داخليا وخارجيا، وجد صلى الله عليه وسلم، اليهود يصومون يوم العاشر من شهر الله المحرم (عاشوراء )فسألهم صلى الله عليه وسلم عن سبب صيامه فعلم من خلال إجابتهم أنهم يصومونه من باب الشكر لله على إنجائه المؤمنين من الغرق ،وإغراق فرعون وآله وهلاك الظالمين المعاندين المتكبرين الجاحدين حينئذ صامه صلى الله عليه وسلم معللاذلك بأنه أولى من اليهود باتباع أخيه كليم الله ونجيه سيدنا موسي عليه السلام وترجم عن ذلك قائلا :(نحن أولى وأحق بموسى منكم )٠
وبعد أن صام في هذا العام ولعله كان العام التاسع من هجرته الشريفة صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام :(لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر )٠
والإشكال الذي تسرب لواذا إلى ذهن العوام ،وهو لا أساس له في الإسلام ،ولا يمت بصلة للإيمان ، وهو بعيد عن تفكير الخواص من أهل العلم بالأحكام الذين هم أهل الذكر المنصوص عليهم في القرآن
هذا الإشكال المتوهم سببه ما جاء في حديث بدء الصيام (فلما قدم المدينة ) فظنوا أن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ليهود المدينة عن سبب الصيام كان في بداية مقدمه صلى الله عليه عليهم ووجوده بينهم والاستنباط بعيد كل البعد عن عبارة فلما قدم المدينة بل كما قلت حتى لا تضرب الأحاديث بعضها بعضا ولا يتناقض بعضها مع بعض كان سؤاله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة بعد أن استقر به المقام ،واطمئن على وجود الدعائم الراسخة لدولة الإسلام ،وذلك يستلزم قدرا طويلا من الزمان سألهم بعد ذلك عن سبب الصيام ثم قال صلى الله عليه وسلم في نفس العام :(لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع )٠
ويحتمل إجراء الحديث على ظاهره (فلما قدم المدينة ) وإن ذلك كان في بداية مقدمه فظل يصوم العاشر وحده حتى قبل وفاته بسنة ثم إمعانا منه صلى الله عليه وسلم في مخالفة اليهود حتى في عباداتهم وللأسف الشديد أبناء جلدتنا يوافقونهم حتى في عباداتهم وهذا ليس من الإسلام في شيء نوى أن يخالفهم بعد أن صامه في العام التاسع حتي لا يقولوا كما قالوا عندما كانت قبلة المسلمين في صلاتهم بيت المقدس :يخالفنا في ديننا ويتبع قبلتنا.
وهذا الاحتمال الثاني هو الأرجح عندي بل يكاد أن يكون هو الأوحد لما يلي :
إن صوم عاشوراء أسبق في الوجود من صوم رمضان ،ورمضان فرض صومه في السنة الخامسة من الهجرة مما يدل على أن صيام سيدنا محمد لعاشوراء كان في بداية مقدمه صلى الله عليه وسلم المدينة٠
وثانيا أن أهل العلم قالوا : مالا يحتاج إلى تأويل أولي مما يحتاج إلى تأويل والاحتمال الثاني لا يحتاج إلى تأويل فيكون أرجح من التأويل الأول.
رزقنا الله وإياكم الفهم في الدين والعلم الصحيح بالتأويل وحسن الفهم والاستنباط٠
اللهم آمين ٠
والله أعلم٠
وصل اللهم على سيدنا محمد
وكتبه من أفهمه الله وعلمه الله اد عطية لاشين
إرسال التعليق