كيف سقطت حلب وحماة … !!! ؟؟؟
شارك المقال
كيف سقطت حلب وحماة … !!! ؟؟
كتب : وائل عباس
مخطىء من يظن أن التحركات العسكرية الأخيرة التى تمر بها الجمهورية السورية هى وليدة اليوم او أمس ؛ بل أيضا مخطىء من يظن أن تلك الحركات المسلحة هى من صميم الشعب السورى أو حتى يمكن أن نصنفها بأنها حراك شعبى معارض لنظام بشار الأسد .
حدث ولا حرج عن الميليشيات المسلحة فى سوريا والتى تصل إلى أزيد من ١٠٠ فصيل مسلح يتخذون من غطاء المعارضة للنظام ستارا لنوايا وأهداف تلك الفصائل ؛ والتى تعنون نفسها بين الحين والآخر بألقاب ونعوت إسلامية لتخفى الهدف الحقيقي من وراء نواياها وتتلاعب بمشاعر الشعب السوري .
سوريا كانت إحدى أهم البلدان المخطط لها أن تسقط ضمن تيار الربيع العربي ؛ ومن هنا كان الدور الرئيسى لتنظيم ” داعش ” والغرض من تأسيسه وهو تأسيس ميليشيات موالية لأنظمة مخابراتية غربية لزعزة أستقرار الدول العربية تنطلق من العراق وكانت أولى خطواتها بعد العراق هى سوريا ؛ وتحرك التنظيم تحت مسمى ” جبهة النصرة ” والتى أسسها ( أحمد حسين الشرع ” ابو محمد الجولاني ” )
وقد بايعت الجبهة سابقا زعيم تنظيم القاعدة ” أيمن الظواهري ” ووضعته الحكومة الأمريكية على قوائم الأرهاب ” ورصدت ١٠ مليون دولار لتسليمه ؛ ثم ما لبث أن فك الأرتباط بينه وبين القاعدة وأطلق عليها ” هيئة تحرير الشام ” وها هنا يظهر الجولانى مؤخرا على القنوات الأخبارية الأمريكية ليغازل الغرب ويطمئنهم بوعود على أمن وسلامة جيرانه والمقصود هنا ( إسرائيل ثم تركيا ) بعدما تحركت قواته ونجحت في السيطرة على ٢٥٠ كيلو من الأراضي السورية في ٣٦ ساعة فقط .
أن الأراضي السورية تمثل مصدر أزعاج وخطورة للكيان الإسرائيلي ؛ فهى طريق الدعم والأمداد لحزب الله بواسطة الحرس الثوري الإيراني ؛ بالأضافة إلى مقرات الحرس الثوري ومصانع الصواريخ التى أسستها إيران هناك لمد حزب الله بالأسلحة ؛ ومن هنا كان لابد من العمل على أسقاطها وكان ذلك بتعاون المخابرات الأمريكية والأجهزة الأمنية للكيان الإسرائيلي .
وتلاقت المصالح بين تلك الأجهزة والتطلعات التركية لفصل الأكراد في سوريا عن الأراضي التركية ؛ والذين يبلغ عددهم في سوريا حوالي ١٢ مليون كردى ؛ وذلك بصنع منطقة عازلة بين الأكراد في الشمال والأراضي التركية ؛ انضم إلى التنظيم عدة فصائل أخرى وشكلوا حكومة ما يسمى ” الأنقاذ ” ؛ وذلك لأقناع الشعب السوري أنهم حركة وطنية سوريو تسعى لأسقاط نظام ديكتاتورى ؛ من أجل أقامة مؤسسات وطنية تحكم لصالح الشعب ؛ ولكن الحقيقة أن هيئة تحرير الشام أو جبهة تحرير الشام تتشكل من مرتزقة من كردستان وتركمانستان وكازاخستان ودول شرق آسيا وخبراء عسكريين من اوكرانيا ؛ وليس غالبيتها من الشعب السوري ؛ ومن هنا جاء السؤال :
ماذا يفعل هؤلاء فى سوريا ؟؟؟
كما أن الأولوية والجماعات التى أنضمت إلى جيش تحرير الشام ألوية وفصائل كثيرة عشرات الأولوية والفصائل تحت مسميات ( جيش العزة … جيش السنة … جيش الشام … قوات سوريا الديمقراطية … جبهة ثوار الرقة … اجناد الشام … ألوية النصر … ألوية أحفاد الرسول … أنصار الإسلام … كتائب الفاروق … جيش الأمة … جيش العزة … جيش المجاهدين … الخ … !!! ) وحدث ولا حرج .
أن ما يحدث على الأراضي السورية ما هو ألا تهيئة لمقدمات حرب عالمية ثالثة وتسابق على بسط النفوذ والهيمنة ؛ أن الغرب يريد قطع الطريق على المعسكر الشرقى المتمثل في روسيا وإيران ومحاصرة حزب الله بعد أن أصبح يشكل تهديدا على الكيان ؛ وقد أعلن ” غادى أيتزنكوت ” قائد القوات الإسرائيلية السابق سنة ٢٠١٩ أن إسرائيل تدعم المعارضة السورية بالأسلحة والأتراك هم همزة الوصل ؛ وإلا لكانت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية قد أصدرت قرارا دوليا ضد تركيا ؛ بسبب دعمها لهيئة تحرير الشام بالأسلحة والأمدادات ؛ وهذا الأجتياح تم الأستعداد له منذ شهور حيث قوات ” تحرير الشام ” حشودها على مشارف ريف حلب بحجة أعادة أهالى حلب إليها بعد تهجيرهم من قبل قوات بشار ؛ وكسرت تركيا الأتفاقية التى وقعها أردوغان مع الزعيم الروسى ” فلاديمير بوتين ” والتى تم توقيعها سنة ٢٠٢٠ وتنص على عدم التعدى على اى من قوات الدولتين ؛ وتم ذلك بطريقة غير مباشرة عن طريق قوات هيئة ” تحرير الشام ” وذلك بالدعم العسكرى والأمدادات وبمباركة الولايات المتحدة وإسرائيل ؛ وقد تم أختراق أمنى لقيادات من الجيش السورى التابع لبشار مع قيادات الحرس الثوري الإيراني حيث زرعت هيئة ” تحرير الشام ” بزرع عنصر انتحارى فجر نفسه أثناء الأجتماع مما أسفر عن مقتل معظم القيادات وعلى رأسها الچنرال الإيراني ” كيومارس بوهاشمى ” .
مما سبق يتضح لنا أن الحرب فى سوريا ليست معارضة شعبية لتغيير نظام ديكتاتورى بل لقد أصبحت سوريا مسرحا لعمليات حربية عالمية ؛ نسئل الله العلى القدير أن يحفظ سوريا وأهلها من كل سوء وسائر الأقطار العربية .
إرسال التعليق