سقوط طائرة الرئيس
شارك المقال
سقوط طائرة الرئيس
وائل عباس
حدث جلل وكارثة صادمة تهز أركان المجتمع السياسي في العالم ؛ تبدو عادية ومتكررة إذا كانت تخص أناس عاديين وربما لن تستوقف البعض طويلا ؛ ولكن إذا كانت تلك الحادثة هى سقوط طائرة الرئيس الإيراني وخاصة في ظل التوتر وتفاقم الأحداث السياسية والحربية المتلاحقة على مستوى العالم ؛ فهنا الأمر ليس عاديا بالمرة . بل ويستوجب الدراسة والتحليل وذلك لأن إيران لاعب أساسى وعنصر فعال على مسرح العمليات العالمى وفى كل مناطق التوتر في العالم ؛ كما أنها خصم عنيد وعدو رئيسى للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ومن قبلهم إسرائيل .
كان الرئيس الإيراني ” إبراهيم رئيسى ” فى زيارة إلى دولة ” أذربيچان ” المتاخمة للحدود الإيرانية يفتتح أحدى السدود على نهر يشق طريقة وسط أراضى تلك الدولتين ؛ وكان فى أستقبال الرئيس الإيراني ” رئيسى ” الرئيس الأذرى ” إلهام علييف ” ؛ وهنا يجب أن نشير إلى بعض الحقائق لتكون في الحسبان :
اولها هى أن العلاقات بين البلدين الحدوديتين ليست على المستوى الوثيق ؛ فأيران ذات المذهب الشيعى وأذربيچان ذات المذهب السنى لكل منهما تحالفاته التى قد تكون متعارضة بعض الشيء ؛ أذربيچان حليف قوى للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على وجه الخصوص ؛ وقد أعلنت إسرائيل مرارا أن ضربة إيران ستكون من قواعدها الجوية الموجودة بأذربيچان وإيران تعلم ذلك تماما ؛ كما أن صفقات التسليح الإسرائيلية لأذربيچان لا تتوقف ؛ ناهيك عن العداوة الخفية بين البلدين والتى تبدو على السطح غير ذلك ؛ وربما تكون زيارة رئيسى الأخيرة إلى هناك للتباحث بهذا الصدد ومحاولة خلق نوع من عوامل التعاون المشترك بين البلدين والتى قد تخرج أذربيچان من معادلة التحالف الغربية ضد إيران ؛ ومن المفارقات الغريبة أن زيارة الرئيس الإيرانى إلى أذربيجان قد سبقها بأسبوعين زيارة لرئيس الوزراء السلوفاكى المعادى للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ؛ والذى تم تعرضه لمحاولة أغتيال بعد زيارته لأذربيچان بعدة أيام … !!! فهل تلك مجرد صدفة وسوء حظ ؛ ام أذربيچان هى قاعدة مخابراتية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .
كانت زيارة الرئيس الإيرانى إلى أذربيجان لا تقتصر فقط على أذربيجان بل كان يعقبها مباشرة زيارة إلى أرمينيا وهى دولة ذات عداء مباشر مع أذربيچان وتنازع حربى على أقليم ” ناجورنوكارباخ ” ؛ وهى الزيارة التى الغيت بعد لقاء الرئيسين وهنا تظهر علامات أستفهام ؟؟؟
لما الغيت تلك الزيارة ؟ ولما قرر الرئيس الإيراني العودة إلى بلاده ؟ ؛ ولنترك هذا جانبا ونتوجه إلى الطائرة الهليكوبتر التى كان يستقلها رئيسى وهى طائرة كندية الصنع تعود صناعتها إلى الثمانينات ؛ فأيران تقع تحت طائلة العقوبات الأقتصادية الأمريكية والغربية والتى تحرمها من تحديث سلاحها الجوى أو صيانة طائراتها الموجودة فى الخدمة ؛ وقد استبدلت ذلك بأنتاج المسيرات فى خطوة تحسب لها .
أستقل الرئيس الإيراني طائرتة بصحبة وزير خارجيته ” أمير عبداللهيان ” ومحافظ أذربيچان الشرقية وبعض الوزراء ؛ فى حين استقل باقى الوفد مروحيتين أخرتين ؛ انطلقت الطائرات الثلاثة ذات الأتصال اللاسلكى بين قادة الطائرات فى طريق العودة إلى طهران ؛ وفجأة تسقط طائرة السيد الرئيس والتى من المفترض أن تكون أكثرهما تأمينا وحصانة ؛ تسقط دون أى إشارة أو نداء استغاثة إلى الطائرتين الأخرتين ؛ تتحطم الطائرة ويسقط كل من فيها صرعى ليكون الضباب وسوء الأحوال الجوية هو ” ذئب يوسف البرىء من دمه ” ؛ وتعثر فرق الأنقاذ الإيرانية على قتلاها بعد أزيد من ستة عشرة ساعة من البحث وبعد الأستعانة بطائرات تركية اولا ؛ إلى أن التقطت إحدى المسيرات صورة لحطام الطائرة ومن ثم تحديد مكانها .
وهنا تشير الواقعة إلى أحتمالية كبيرة أن يكون سقوط الطائرة هى عملية مخابراتية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لأسقاط ذلك الرجل ؛ الذى أنطلقت فى ظل فترة حكمه أول ضربة بالصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل مباشرة ؛ ناهيك عن ضربات حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق ؛ وضربات الحوثى الموجعة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ؛ أضف إلى ذلك مشاركة المسيرات الإيرانية في الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب الروس بقيادة ” بوتين ” عدو الغرب الأول وضد حلف الناتو مجتمعا ؛ فربما كان لابد من توجيه تلك الرسالة إلى القيادة الإيرانية وحرسها الثورى ومرشدها الأعلى .
فى حين تتجه أصابع الأتهام الأخرى إلى السيد ” مجتبى على خامنئي ” نجل المرشد الأعلى والذى يطمح أن يحل محل والده ؛ والذى قد يجد فى رئيسى الشبح الذى ينغص عليه حلمه ؛ ومن هنا وجب عليه إزاحته وخاصة بعد أن ارتفع نجم الرئيس الإيراني السابق ” على اكبر هاشمى رفسنچانى “من قبل ؛ والذى قد تم إعداده أيضا ليكون خلفا لخامنئى ؛ ثم فجأة تعرض الرجل لأزمة قلبية ومن بعد أعلان وفاته ؛ الغريب أن أسرة رفسنچانى قد أعلنوا من خارج إيران أن الرجل قد تم أغتياله بالسم فى مشفاه التى يتلقى العلاج بها .
مما تم سرده نجد أننا نقف أمام عملية أغتيال تم تدبيرها وتنفيذها أستهدفت إحدى الطائرات الثلاثة والتى كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته صاحب التصريحات النارية ؛ لتسقط تلك الطائرة وتعود الطائرتين الأخرتين بسلام ؛ ويظل الضباب وسوء الأحوال الجوية هو المتهم البرى … !!؟
إرسال التعليق