ست الحبايب

ست الحبايب
بقلم: إبراهيم خليل إبراهيم
ديننا الإسلامي حثنا على طاعة الوالدين وبرهما والإسلام يعتبر البر بالآباء والأمهات من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله قال تعالى في الآيتين 23 و 24 من سورة الإسراء : ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ” وهنا نجد الأمر بالإحسان للوالدين جاء بعد الأمر بطاعته وذلك لعظيم قدرهما ومكانتهما وفي السنة النبوية جاء في الحديث : أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك قال : ثم من ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟قال : أبوك .
عندما نطالع سير السلف الصالح رضى الله عنهم نجد أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه كان يقول لأمه كلما دخل البيت : رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول أمه : وأنت رحمك الله كما برتني كبيرا وابن مسعود رضى الله تعالى عنه ذات مرة أحضر الماء لوالدته ولكنها نامت فبقى واقفا بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء والحسن البصري كان لا يأكل من الصحن الواحد مع أمه حتى لاتسبق يده يدها،والأم عند كل الشعوب وفى كل الحضارات لها مكانتها وقدرها،وقد لاحظ جى أرهاملتون أحد خبراء الإعلان الأمريكيين ارتباط الأبناء بأمهاتهم فابتكر يوم الأم وكان يريد بذلك استثمار الأمومة واستغلال الشعور بالذنب عندما يقصر الأبناء فى شراء الهدايا لأمهاتهم فى يوم الأم وكان هاملتون يقصد خلق جو نفسى عام هو حب الأمومة ليسهل ترويج السلع والمنتجات أما مؤسسة الأخبار متمثلة فى الأخوين على ومصطفى أمين فقد دعت إلى أن يكون ٢١ مارس هو يوم الأم وكان هدفها نشر الشعور باحترام الأمومة فى الأسرة المصرية ولم تكن هدايا يوم الأم غير وسيلة للتعبير عن هذا الشعور وقد استفادت المحلات التجارية والمصانع من دعوة الأخوين على ومصطفى أمين فكسبا ما هو أهم وأكبر وهو دعاء ملايين الأمهات لهما فقد كان تكريمهن فى يوم محدد فى السنة تقليداً جديداً على الأسرة المصرية وفى إحدى الندوات تقدم رجل مسن وسأل الكاتب الصحفي مصطفى أمين : كيف تذكرون الأم وتنسون الأب ؟ فسأله مصطفى أمين : ما أسمك ؟ قال الرجل : أسمى فلان الفلانى فقال له مصطفى أمين : ها أنت تذكر أسم أبيك كل يوم عدة مرات ولا تذكر أسم أمك يوما واحدا فى العام وفي عموده الشهير فكرة كتب كثيراً عن الأم ومما كتبه نذكر قوله : وجدت الهناء في حب أمي ووجدت الراحة في ذكراها شعرت بالدفء في حبها وشعرت بأنني مدين لها بكثير مما حققته لنفسي علمتني الصبر فصبرت على مالا يحتمله البشر وعلمتني الصمود فوجدت في الصمود متعة وأعطتني الإيمان فأورثتني قوة هائلة جعلتني أرحب بالضربات كأنها قبلات وأستقبل الأعاصير كأنها النسيم العليل وعلمتني أن أحب الناس وأن محبة الناس هى الثروة الحقيقية وأن أغنى الناس الذي يحبه الناس والذي لا يحبه الناس هو أفقر الناس وعلمتني أن قيمة الإنسان بما يفعل للآخرين لا بما يصنع لنفسه وبما يعطي لا بما يأخذ ٠٠ كلما بكيت تذكرت أمي التي جففت دموعي وكلما ضحكت تذكرت أمي التي عرفت أول طعم السعادة في حنانها وكلما أحسست بجرح في نفسي تذكرت أمي بلسم جراحي ٠٠ كل سنة وأنت طيبة يا كل أم فإنني أجد في كل أم بعضاً من أمي وقال أحد العرب لبنيه : لقد أحسنت إليكم صغاراً وكباراً وقبل أن تولدوا فقالوا له : كيف أحسنت إلينا قبل أن نولد ؟ قال : لقد اخترت لكم من الأمهات من لا تعيرون أو تسبون بها وقال الفيلسوف سقراط : لم أطمئن قط إلا وأنا فى حجر أمى والفن قدم للأم أجمل الكلمات والألحان وتعد أغنية ست الحبايب التى غنتها فايزة أحمد من أجمل وأرق ما قدم للأم وقد كتب كلمات هذه الأغنية الشاعر حسين السيد ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وغنتها الفنانة فايزة أحمد وأتذكر أنني كنت في فترة الثمانينيات مع الإذاعية القديرة سامية السيد في استديو ١٧ بالإذاعة نسجل عدداً من مجلة العروبة الإذاعية التى ترأست تحريرها وكان العدد خاص عن الأم وأثناء التسجيل كانت الإذاعية سامية السيد تبكى ثم حضر وفد أفريقي كان يزور الإذاعة ومن شدة إعجابهم بعدد المجلة والأغنيات حضروا التسجيل ومن ديواني بساتين البوح الذي يضم مجموعة من النصوص التجريبية أهديكم نصي هذا :
لـأ نـي لـم أر رسـمـك …
نقشت في الكون اسمك …
ذكرت كـل أسـمائـي …
فضاقت أن تصف همسك …
أنــا مــنـك فـضـميـني …
فـقلبي خـافق بـاسمك …
فــؤادي لا أغــيــره …
ونـبـته مـن نبضك …
فأنت سعادتي وصوتي …
جــاء مـن قلبك …
رسمت الحب في قلبي ..
فرفرف غصني من نسمك
تــرى .. ربـي يـقـدرنـي ..
أرد الـبعض مـن فـضلك .
وقبل أن نفترق أطلب من كل ابن عاق لوالديه ضرورة الإسراع إلى التوبة قبل فوات الآوان فالستر والرضا والبركة في دعواتهما قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى .
رحمة وألف رحمة على روح أمي وكل أم وراها الثرى وقبلاتي على جبين كل أمهات الحياة ودعواتي لأمنا الكبيرة مصر ٠
Share this content: