نيفولوماب.. علاج ثوري «حقنة خارقة» في علاج أكثر من 15نوع من أمراض السرطان

نيفولوماب.. علاج ثوري «حقنة خارقة» في علاج أكثر من 15نوع من أمراض السرطان
نهى عراقي
يُعد العقار الجديد عقار “نيفولوماب “من أبرز الابتكارات في هذا المجال، إذ يعزز قدرة الجهاز المناعي على التعرّف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بكفاءة تفوق العلاجات التقليدية، العلاج إسمه العلمي “نيفولوماب”.
وفي خطوة نوعية لتحسين رعاية مرضى السرطان، ستبدأ هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) في توفير ما يُعرف بـ “الحقنة الخارقة” لآلاف المرضى.
هذه التقنية الحديثة تتيح تقديم العلاج المناعي لأكثر من 15 نوعاً من السرطان خلال فترة تتراوح بين 3 و5 دقائق فقط، مقارنة بالتسريب الوريدي التقليدي الذي قد يستغرق ساعة كاملة.
يتوفر نيفولوماب حالياً في شكل حقن تحت الجلد تُعطى مرة كل أسبوعين أو شهرياً، ومن المتوقع أن يستفيد حوالي 1200 مريض شهرياً في إنجلترا من هذه التقنية الحديثة.
وصف الخبراء هذا التطور بأنه نقلة كبيرة في علاج السرطان، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بأشكال مختلفة من السرطان، مثل سرطان الجلد وسرطان الأمعاء، لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. هذا الاتجاه المتزايد أثار حيرة واسعة بين الأطباء في جميع أنحاء العالم.
البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني السريري للسرطان في NHS، أعرب عن سعادته بالتقدم قائلاً إن العلاج المناعي يمثل خطوة محورية في تحسين نتائج مرضى السرطان. ومع توفره الآن على شكل حقنة سريعة، يمكن توفير تجربة علاج مريحة وسهلة للمرضى.
شرح الدكتور خالد محمد عبد الوهاب، استشاري جراحات الأورام، أن نيفولوماب يعد من العلاجات الرائدة التي يتم تقديمها الآن بطريقة مبتكرة عبر الحقن تحت الجلد. وأشار إلى أن هذه التقنية الملائمة توفر الوقت وتقلل الحاجة لبقاء المريض في المستشفى لفترات طويلة.
مميزات الحقنة الخارقة لعلاج السرطان
أوضح عبد الوهاب أن الحقنة أكثر راحة للمرضى مقارنة بالطرق التقليدية، إذ يمكن إعطاؤها بسهولة دون الحاجة إلى أجهزة معقدة.
يتم الحقن تحت الجلد في مناطق مثل البطن أو الفخذ، وعادةً ما تستغرق العملية أقل من خمس دقائق، مما يتيح للمريض استئناف نشاطاته اليومية مباشرة بعد العلاج.
جدولة الحقن
أكد عبد الوهاب أن مواعيد الحقن يتم تحديدها بناءً على حالة المريض واستجابته للعلاج. يمكن إعطاء العلاج مرة كل أسبوعين أو شهرياً، مما يمنح مرونة كبيرة وتكيفاً مع احتياجات المريض دون التأثير على حياته اليومية.
فعالية العلاج
أضاف استشاري الأورام أن العقار يعمل على تنشيط جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية عبر تثبيط بروتينات تعيق التعرف عليها.
وقد أثبت العقار فاعليته مع أنواع متعددة من السرطان مثل سرطان الجلد والرئة والكلى، وحقق بعض المرضى تحسناً ملحوظاً حتى في الحالات المقاومة للعلاج التقليدي.
آثار جانبية محتملة
أما عن الآثار الجانبية، فقد أشار عبد الوهاب إلى أنها أقل حدة مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
غالباً ما تقتصر على أعراض طفيفة مثل التعب أو الطفح الجلدي، بينما قد تظهر بعض الردود المناعية الشديدة بشكل نادر، مما يتطلب متابعة طبية دقيقة. لكن إجمالاً، تظل هذه الآثار أقل وطأة مقارنة بالعلاجات الأخرى.

Share this content: