خواطر حنين
شارك المقال
خواطر حنين
د. أحمد سالم
وقد تسكن القلب رغبة ما يراها تتحقق فينصرف عنها ، ولا يتخلى عنها لأنها لا تتحقق ..
تلك من الخيالات الممكنة التي تغوص في أعماق القلب ، ولا تخرج أبداً ، وكيف تخرج ولا مكان لها في دنيا الواقع ..!؟
أيها القلب .. أنت وحدك مكان المستحيل .
وأريد أن أفتح دكاناً صغيراً كعش العصافير ، وأسميه
“الأمان”..
أبيع فيه السكينة والحب
وأذكر فيه أسماء الأوفياء
أشترى الود بالورد
وأبيع الوفاء ببسمة صادقة
وأوزع الياسمين ورداً وعطراً
وأربت على العابسين بنظرة حانية
وأهدي نجمات الأمل لمن أرهقه الوجع
أملأ الأجواء جمالاً وأماناً وحياة ..
وإن أتاك جريحاً ، فضمه إليك حتى يبرأ ..
وحين لا تسعفه الكلمات ؛ قلها أنت كما يحلو له ..
حين تترقرق عيناه بالدمع ؛ امسحها بروحك قبل يديك ..
ولو ابتسم ، أطلق ضحكات العالم لتزيد تألقه ..
رمم روحه ياصديقي ..
فما أحوجنا إلى روح رءوم تضمد جراح قلوبنا .
وأنت -ياصديقي- كلما وصلت لمرحلة من مراحل حياتك ، ضع عنك أحمال الحياة ، ولا تنس أن تعود -قليلاً- لتجمع ما قد سقط من أحلامك ..
والصفوف الأخيرة ليست لنا
حيثما نقف .. يبدأ العد
ونهوى العزلة كثيراً
لكنا نخاف من الوحدة
وفى هذه الأيام ، نحتاج إلى نسبة عالية من “الذكاء” كي نعيش ..
ونسبة أعلى من “الاستغباء” كي نتعايش
يقولون بأنك تشيخ عندما تكبر في العمر ..
كلا ..
إنك تشيخ عندما ينطفئ النور الكامن في روحك
تعلم فن الصمت ياصاحبي،
تعلم كيف تصمت في الوقت المناسب،
تصمت عندما تجد أن كل الكلام غير ذي جدوى،
تعلم كيف تبتسم لكل تلك التفاهات معرضاً عن السفهاء .
كنت أظن الصمت ضعفاً ، وجدت فيه كل الردود المقنعة
وتحسبها لنقائها طفلة ؛ روتها الملائكة من ندى الفجر ، وأطعمتها من وهج العاشقين ..
كبراءة طفل ماتت أمه
فأخبروه أنها في السماء…
ظل ينظر للسماء يعاتبها
حتي نزل المطر
وبعد أن أحس بالمطر يداعب وجنتيه
بكي وقال
حبيبتي أمي
إنها تبكي وتريدني معها
لكنها لا تعرف الطريق.
كسرت الكوب
فضربتني أمي على يدي
ولما غابت غياباً لا يعرف طعماً لعودة
كسرت كوباً وكوباً
مددت يدي…. أبكي وأنتظر
إرسال التعليق