ضغوط جنوب أفريقيا على إسرائيل تزعزع العلاقات مع أمريكا
شارك المقال
ضغوط جنوب أفريقيا على إسرائيل تزعزع العلاقات مع أمريكا
كتب – أحمد الكومي
أثناء تقديم مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي طالب اثنان من المشرعين الأمريكيين بإجراء مراجعة كاملة للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، وجاءت دعوة العضوان في الكونعرس وسط مزاعم تتعلق بموقف أفريقيا إزاء أعداء أمريكا وكذلك بشأن تصريحات كبار المسؤولين في هذا البلد الافريقي، وبذريعة تحركاته المعادية السامية والمناهضة لاسرائيل، وبغض النظر عن اي اعتبار يحمله مشروع القانون هذا، إلا انه يظهر بوضوح إلتزام أمريكا ومساعيها الحثيثة لحماية إسرائيل وتمليصها من أي مسؤولية عن إنتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان.
ولا يخفى على أحد أن جنوب أفريقيا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة الأفريقية، وأمريكا هي ثاني أكبر وجهة لصادرات جنوب أفريقيا، لهذا فان أي محاولة لتعكير صفو العلاقات سيكبد واشنطن خسارة فادحة، وبالتوازي مع ذلك، ستسارع الدول المنافسة لأمريكا من قبيل روسيا والصين الى إصطياد مثل هذه الفرصة الذهبية في حال اتسع الشرخ بين الجانبين، وما سيتمخض عن ذلك دون شك هو تعزيز مكانة جنوب أفريقيا في مجموعة البريكس.
ومن المتوقع أن تغتنم جنوب أفريقيا التي تتمتع بموقع مؤثر في الإتحاد الأفريقي هذه الفرصة لمواجهة التصرفات الأحادية للولايات المتحدة، وتوافق على خطط للحد من الدور الأمريكي والتغلغل الاسرائيلي في أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك، جنوب أفريقيا عضو في قانون النمو والفرص الأفريقي (أجوا) الذي يسمح للدول الأعضاء بالوصول إلى السوق الأمريكية دون رسوم جمركية للصادرات، الأمر الذي إنتقده واضعو مشروع القانون الامريكي المذكور سالفا، في الوقت الذي يعتقدون فيه أن جنوب أفريقيا تعمل ضد المصالح الوطنية للولايات المتحدة من خلال التمتع بهذه المزايا.
وبالواقع فقد فضحت هذه السحابة السوداء التي باتت تخيم على العلاقات بين واشنطن وبريتوريا في ظل ظروف لاتنفك وتحاول فيها جنوب أفريقيا لتعزيز السلام والأمن والتنمية في العالم، ودعم شعب غزة المنكوب و الأعزل، سياسة تأجيج الحروب و معاداة حقوق الإنسان التي تنتهجها أمريكا، بل وجعلتها أكثر وضوحاً أكثر من أي وقت مضى، وفي الختام نستطيع القول أن الدعم الامريكي الاعمى لإسرائيل، وعلاوة على أنه يلحق خسائر اقتصادية كبيرة بواشنطن، بات اللعنة التي دمرت مكانة أمريكا أمام الرأي العام العالمي.
إرسال التعليق