الإعلامية دينا عاطف تطالب بتعديل قانون الرؤية لإنقاذ 7 مليون طفل من معاناة الطلاق

الإعلامية دينا عاطف تسلط الضوء على أزمة الطلاق وتأثيره على الأطفال في برنامج “حياتنا”

في حلقة جديدة من برنامج “حياتنا” الذي يُذاع على قناة “الحدث اليوم” كل أربعاء، ناقشت الإعلامية دينا عاطف قضية ارتفاع معدلات الطلاق في مصر وتأثيراتها السلبية على الأطفال. استهلت دينا مقدمتها بالإشارة إلى إحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء التي تكشف عن وجود 7 مليون طفل يعيشون بين أبوين منفصلين، مما يجعلهم أدوات في صراع دائم بين الطرفين المتنازعين.

ركزت دينا في هذه الحلقة على قانون الأحوال الشخصية، مع تحليل شامل لمزايا وعيوب قانون الرؤية، وقدمت اقتراحات لتعديله بهدف حماية الصحة النفسية للأطفال المتضررين. ومن بين ضيوف الحلقة كانت المحامية إيمان العربي، عضو اتحاد المحامين العرب، التي أوضحت أن قانون الأحوال الشخصية يمنح حق الرؤية لغير الحاضن كحكم واجب النفاذ. يتم تنفيذ هذا الحكم في مراكز الشباب في مواعيد محددة تحددها المحكمة. وأضافت العربي أن في حال امتنع الحاضن عن تنفيذ حكم الرؤية، يتوجب عليه دفع تعويض للطرف الآخر وتسقط عنه الحضانة.

وأشارت العربي إلى أن بعض الآباء يستغلون أحكام الرؤية لمضايقة طليقاتهم، مما يرهق الأمهات ماديًا ونفسيًا. حيث يذهب الحاضن إلى مكان الرؤية في الموعد المحدد ويتكلف مصاريف الانتقال، بينما يتعمد الأب التأخر أو عدم الحضور، مما يزيد من معاناة الأمهات والأطفال على حد سواء.

وفي مداخلة هاتفية، تحدثت إحدى الأمهات المتضررات من قانون الرؤية عن معاناتها في إقناع بناتها بالذهاب إلى مكان الرؤية بسبب قسوة الأب وعدم التزامه بالنفقة المحددة. أضافت الأم أن بعض الآباء يحضرون فقط لإثبات الحضور دون الاهتمام بشؤون الطفل، مما يفاقم الوضع النفسي للأطفال. وطالبت الأم بتعديل القانون ليراعي حالة الأطفال النفسية ويضمن لهم بيئة مستقرة

استضافت دينا أيضًا في الحلقة الدكتور أحمد علام، الخبير الأسري والاجتماعي، الذي شدد على أهمية الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال كأولوية قصوى، لما لذلك من تأثير مباشر على الأسرة والمجتمع ككل. نصح علام الأبوين بضرورة مراعاة الحالة النفسية للطفل وتجنب التحدث عن المشكلات الزوجية أمامه. وأكد على أهمية قضاء إجازة العيد مع الأبناء بالتوافق بين الأبوين لضمان الاستقرار النفسي للأطفال، معتبرًا أن حق الرؤية هو حق للطفل أيضًا، حتى يشعر بالاستقرار والطمأنينة

وأشار علام إلى أن الأطفال الذين ينشأون في بيئات مليئة بالمشاكل الأسرية، خاصة بعيدًا عن أحد الأبوين، يتعرضون لصدمات نفسية تؤثر على تكوين شخصيتهم. هذه الصدمات النفسية قد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، العدوانية، التلعثم، ومشاكل التأخر الدراسي. وأكد علام على أن وجود أحد الأبوين في حياة الطفل بشكل منتظم ومستقر يساعد على تجنب هذه المشكلات ويساهم في بناء شخصية متوازنة

في ختام الحلقة، دعت دينا عاطف إلى ضرورة إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية وقانون الرؤية بما يحقق مصلحة الطفل ويحفظ حقوق جميع الأطراف. وأكدت على أهمية التكاتف بين المجتمع والأسرة والقانون لضمان بيئة نفسية سليمة للأطفال. شددت دينا على أن الأطفال هم مستقبل الأمة، وأن الاهتمام بصحتهم النفسية وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم هو مسؤولية جماعية.

الحلقة تميزت بحوار بناء بين الضيوف والخبراء، حيث تم مناقشة العديد من الحلول المقترحة لتعديل القانون، مثل تحديد أماكن الرؤية في بيئات أكثر راحة للأطفال، وتقديم استشارات نفسية للأبوين قبل وبعد الطلاق لضمان التعامل الأمثل مع الأطفال. كما تم التأكيد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المدارس والمؤسسات المجتمعية في دعم الأطفال المتضررين من الطلاق.

ختامًا، سلطت الحلقة الضوء على قضية هامة تمس شريحة كبيرة من المجتمع المصري، وأكدت على ضرورة التحرك السريع لتعديل القوانين بما يضمن حقوق الأطفال ويجنبهم التأثيرات السلبية للطلاق. وبرنامج “حياتنا” بقيادة دينا عاطف يستمر في تقديم موضوعات تهم المجتمع وتسعى لحل المشكلات التي تواجه الأسر المصرية.