فتوى عن مدة الحزن على الميت
شارك المقال
فتوى عن مدة الحزن على الميت.. يقول في رسالته :
توفي أخ لزوجتي فحزنت عليه حزنا شديدا لأنها كانت تحبه لعطفه عليها وظلت متجنبة الزينة وتلبس الأسود مدة زادت على ثلاثة أشهر فقلت لها :
إن الحداد بهذه المدة على أخيك غير مشروع فلم تقتنع وقالت سأظل لابسة للسواد عمري كله فهل فعلها هذا يوافقها الشرع عليه ؟٠
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )٠
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله الذي وصفه ربه بالرأفة والرحمة والشفقة والعطف
وبعد :
فإن الحزن والسرور والبكاء والسعادة والحبور لهي صفات مفطور عليها الإنسان الظلوم الجهول ولا حرج عليه إن حزن حين يكون للحزن دواعيه وأسبابه وما يقتضيه، كذلك لا ضير عليه إن فرح حين تستجلب الفرح دوافعه ومسبباته أو مقتضياته ويتأكد الفرح شرعا إن كانت أسبابه متصلة بالدين وجالبة لرضاء الله رب العالمين قال في ذلك العزيز الحكيم :(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
وقال ربنا في التنزيل :(ويومئذ يفرح المؤمنون ٠ بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )
مجلة نجوم مصر
ومما سبق فإذا فقد الرجل أو المرأة إنسانا عزيزا عليه محببا إليه فلا شيء إن حزن بقلبه عليه وأسال الدمع من عينيه منهمرا مدرارا حزنا وأسفا على فراق من كان غاليا عنده محببا لديه ٠
روى أنس رضي الله عنه قال : شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي و هي تحتضر ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان ٠
وقبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان ابن مظعون وهو ميت ورفع رأسه وعيناه تهرقان أي تدمعان ٠
ودخل صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله فقال يا بن عوف :(إنها رحمة ثم قال إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )٠
هذا إذا كان المتوفى مطلق قريب يشرع لأقربائه الحزن عليه والإحداد لفقده ٠
أما إذا كان المتوفى زوجا فبالإضافة إلى حزن زوجته عليه حزنا قلبيا باطنيا وليس حزنا ظاهريا وقلبها يضحك يشرع لها أيضا أن تجتنب وضع مايرغب في النظر إليها فتترك استعمال الطيب وتدع الزينة سواء كانت زينة خاصة بالجسد أو الثياب ٠
وبخصوص واقعة السؤال نقول لهذه الزوجة التي حزنت على أخيها حزنا وتقول إنه سيكون دائما وتلبس الثواب دائما نقول :
إنها خالفت بقولها وبفعلها حديثا واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(لا يحل لامرأءة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا )
فالمشروع لها فقط حزنا وإحدا دا على أخيها أو أبيها أو ابنها أو سائر قرابا تها ثلاثة أيام ولا يزاد على ذلك إلا إذا كان الميت زوجا فتحزن عليه وتتجنب الزينة مدة أربعة أشهر وعشرا
رحم الله أمواتنا ورزق الله الصبر لأحيا ئنا
اللهم آمين
والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه الأستاذ الدكتور عطية لاشين
إرسال التعليق