×

هل ضل الإبن ؟؟

هل ضل الإبن ؟؟

شارك المقال

هل ضل الإبن ؟؟
أحمد سلامة التهامي
تساؤل يدفعنا لإعادة فهم رائعة يوسف شاهين “عودة الابن الضال”
فمن الذي ضل الإبن الغائب الذي عاد، أم الإبن الذي بقى ، أم الأسرة بأكملها، أم المجتمع و الدولة قد ضللت طريقها . خصوصاً أن أحداث الفيلم تقع بعد نكسة يونيو 1967 و ما أصابت المجتمع المصري من صدمة و فقدان للثقة بأنفسهم أولا و ببلدة ثانياً سرعان ما تلاشت خلال حرب الاستنزاف ثم نصر أكتوبر 1973.

مجلة نجوم مصر
و احداث الفيلم حول أسرة المدبولي الأب”محمود المليجي “الذي لاحول له ولا قوة يعيش على أطلال الماضي الذي عاشه بباريس تجنباً لمواجهة حاضره من خضوعه لزوجته وللأبن الأكبر .

الأم “هدى سلطان” التي تسيطر على الزوج و تدعم الإبن الأكبر في كل ما يفعل للحفاظ على ثروة الأسرة.
الإبن الأكبر طلبه “شكري سرحان” المهيمن على أملاك الأسرة الذي يمثل قبح و قسوة و شراسة الرأسمالية و انتهازيتها ، حيث يسيطر على أموال اسرتة و يستغل العمال في المعصرة و السينيما التي يمتلكهما ، ثم عقود توريد الجيش الذي حاول يستغل علاقاته بالقيادات منذ أن زاملهم في الكلية الحربية قبل تركه لها و العوده للقريه بطلب من أمة لرعاية مصالحهم.
الإبن الأصغر علي “أحمد محرز” اليساري الذي انتظر الجميع عودته ليخلصهم من كل معاناتهم ، حبيبته السابقة فاطمة ” سهير المرشدي” و إستيلاء طلبه على مالها بل و جسدها ، العمال بالمعصرة ينتظرون عودته لرفع الظلم ، وأيضا إبراهيم إبن أخيه
” هشام سليم” ينتظر عودته لمساعدته في السفر إلى الخارج و دراسة الفضاء، أو المباركة ارتباطه بإبنة العامل في المعصرة و زميلة دراسته تفيدة ” ماجدة الرومي” .

تمثل عودة علي صدمة لكل من انتظره ، فغيابة كان لأنه سجن و خرج من السجن في حالة من اللامبالاة و الخنوع و اليأس و الانهزام ، فيستسلم لأخيه طلبه و ينصاع له ، ويحبط العمال من جهة و ابراهيم ابن أخيه و فاطمة حبيبته.

لتأتي نهاية الفيلم بيوم زفاف علي و فاطمة حيث يعلم باغتصاب طلبه لها و يكون إنتقام علي بمشهد إطلاق النار بينه و بين طلبه لينتهي بمقتل علي و طلبه و الأم .
الفيلم توقيت أحداثه في فترة ما بعد نكسة 1967 حيث يمثل الجيل الذي تسبب في حدوثها “طلبة” و الجيل الذي سيزيل أثرها “إبراهيم”و تفيده.
يعرض الفيلم فكرة الزمن و أخطاء الماضي”أسرة مدبولي “التي تؤثر على الحاضر والمستقبل.
رمزية وجود الزعيم جمال عبدالناصر في أحداث الفيلم فخروج علي من السجن كان بعد خطاب إلى الرئيس عبدالناصر ثم مشهد جنازته بعد الإفراج عن علي ، و وجود قوات الجيش و بناء حائط الصواريخ.
صراع الرأسمالية والاشتراكية ” حسب توقيت عرض الفيلم ” متمثلاً في طلبه و علي و نهايته بفشل و مقتل كلاهما.

مشهد النهاية بخروج جيل المستقبل إبراهيم و تفيدة من القرية مع بزوغ فجر يوم جديد متمثلاً في المستقبل الجديد وجيل الإنتصار.
و بنهايةالأحداث نجد أنفسنا أمام سؤال مهم و هو من الذي ضل ؟
هل جيل الآباء هو الذي ضل ؟ أم ضل الإبن ؟.

إرسال التعليق